عائله الجروفات

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى عائلة الجرفات


    إسطنبول.. لا صوت يعلو فوق صوت الأذان والحجاب.. حتى العلمانية

    avatar
    ???? ???
    زائر


    إسطنبول.. لا صوت يعلو فوق صوت الأذان والحجاب.. حتى العلمانية Empty إسطنبول.. لا صوت يعلو فوق صوت الأذان والحجاب.. حتى العلمانية

    مُساهمة  ???? ??? الإثنين فبراير 01, 2010 4:34 am

    إسطنبول تمر في الفترة الأخيرة بعدد من التحولات، من أبرزها ارتفاع صوت الخطاب الإسلامي، والتوجه الديني لدى معظم السكان، بحيث لا يستغرب المار في شوارع المدينة من كثرة المحجبات، أو المنقبات، والتزامهن باللباس الإسلامي

    بين قارتي آسيا وأوروبا تطل مدينة إسطنبول بمآذن مساجدها الشاهقة وتراثي التاريخي العميق، والقاطن فيها يستطيع التجول بين القارتين الكبيرتين خلال ساعة زمن عبر جولة بحرية دون أن يشعر بالملل. في الصباح الباكر تعج حركة السير بالحافلات الكبيرة والمركبات الصغيرة والقطارات التي تنقل الموظفين إلى أعمالهم، والتي بدا أن الشوارع قد ضاقت بمن فيها من شدة ازدحام المدينة التي يتجاوز عدد سكانها 18 مليون نسمة، حتى إن المركبات قد تتوقف طويلاً في انتظار انفراج الطريق، وهو الأمر الذي يؤرق سكان المدينة، وجعل البعض منهم يقتني الدراجات النارية لتسهيل تنقله بالرغم من منصبه الوظيفي العالي. وبالرغم من افتتاح سكة حديد جديدة إلا أن ازدحام شوارع إسطنبول يظل السمة الأبرز للمدينة التي تتنوع فيها النشاطات الاقتصادية بشكل كبير، كما أن تلك الشوارع لاتهدأ إلا في ساعة متأخرة من الليل.


    إسطنبول تمر في الفترة الأخيرة بعدد من التحولات، من أبرزها ارتفاع صوت الخطاب الإسلامي، والتوجه الديني لدى معظم السكان، بحيث لا يستغرب المار في شوارع المدينة من كثرة المحجبات، أو المنقبات، والتزامهن باللباس الإسلامي، فيما تختار فئة أخرى ملابس الموضة الغربية على عكس التيار السائد. صوت الأذان يعتبر من أهم سمات المدينة كما يقول أهلها، وهو ينطلق من عدد كبير من المساجد التاريخية في المدينة، وبأصوات مرتفعة، ومع هذا الأذان يلاحظ الزائر لإسطنبول إيقاف المقاهي الشعبية والمطاعم لأصوات الأغاني والمعازف، ولا يقتصر هذا الأمر على تلك المحال بل يتعداه إلى الجمهور الذي يتخلى عن سماع الأغاني وقت ارتفاع صوت نداء الصلوات، ويذهب لأداء الصلاة. أهل تلك المدينة التاريخية يشيرون إلى أن السمة الإسلامية للمدينة عادت من جديد وبقوة خصوصاً مع تولي سدة الحكم حزب العدالة والتنمية التركي، معبرين عن حبهم الشديد لتلك الحكومة التي تعمل بجد من أجل دفع النمو الاقتصادي في البلاد، وتقوية الإسلام. وبدا أن الحكومة كما يقول أهل المدينة قد عمدت إلى تنظيف المدينة من بعض المظاهر غير الإسلامية، والتضييق على المتاجرين بها في سبيل تقليصها لأبعد حد، وهم يسعون بذلك بحسب السكان إلى الوصول إلى السياحة النظيفة التي تبتعد عن كل ما يخالف الشرع. حتى تدخين السجائر أصبح مضيقاً على شاربيه، بحيث تجد لوحات تحذيرية في المطاعم والمقاهي، وعددا كبيرا من المحال تشير إلى منع التدخين في تلك الأماكن وتعرض صاحبها لغرامة مالية في حال مخالفته، في الوقت الذي يؤكد فيه أهل المدينة أن هذه تأتي من ضمن الأنظمة الجديدة التي سنتها الحكومة بهدف محاربة التدخين. الميادين والساحات العامة والحدائق تغطيها الأشجار والأعشاب الخضراء، فيما يقول أهل إسطنبول إن الحكومة التركية اهتمت كثيراً بقضية البلديات في سبيل تطوير المدن، ليرى زائر المدينة مستوى كبيرا من العناية لتلك الأماكن لدرجة أنه تم إنشاء عدد كبير من وسائل التدريب اللياقي فيها ليعمد عدد من سكان المدينة منذ الصباح الباكر إلى ممارسة الرياضة هناك وسط أجواء ممتعة وأماكن مميزة. القاطن في إسطنبول خصوصاً في تشرين الأول (أكتوبر) باستطاعته أن يشعر بأجواء الفصول الأربعة مجتمعة في يوم واحد، فوقت تزداد فيه حدة الأمطار والبرودة، وآخر تشرق شمس الصيف، ومع الغروب يهب نسيم الربيع، وبين هذا وذاك تحل تقلبات الخريف، حتى إن سكان الجزء الآسيوي قد يحظون بأمطار غزيرة ورياح عاتية لا تصل إلى سكان الجزء الأوروبي الذي يفصل بينهما مضيق البسفور. هذا المضيق الذي يبلغ طوله 30 كيلو مترا وعرضه نحو 550 متراً ترسو عليه السفن سواء كانت السياحية أو التجارية لتشق طريقها من منتصف الجزءين الآسيوي والأوروبي للمدينة، عابرة إما باتجاه البحر الأسود وإما باتجاه بحر مرمرة، لتمر بأجمل مناظر البناء التركي سواء القديم أو الحديث الذي يحاذي أطراف المضيق وهذه الرحلة تعد من أجمل رحلات السياح في إسطنبول سواء العرب أو الأوروبيون. إسطنبول أو القسطنطينية كما كانت تسمى في عصر الإمبراطورية البيزنطية تحظى بكثير من المعالم التاريخية كالمتاحف والقصور القديمة التي تتميز بدقة وروعة البناء، كما أن فيها موروثا تاريخيا يعود إلى تاريخ الرسول والصحابة، وتعج كثيراً بحركة السياح الذين لا يكفون عن شغف السؤال وتصوير الموروثات هناك، وهي بهذا الجمال تستعد لتسيد المدن الأوروبية عام 2010. الشعب التركي مضياف بشكل كبير، بحيث إن السائح قد يصادف أحد المواطنين الأتراك وخصوصاً إذا كان من سكان المناطق الريفية ليسأله عن بعض الأمور المعينة في المدينة، وسرعان ما يجدـ السائح ـ نفسه مجبراً لتناول إحدى الوجبات في منزل ذلك المواطن وينعم بصداقة مميزة قد تمتد لأعوام طويلة. هذا ما يؤكده عبد الله العليوي وهو من السياح السعوديين المحبين لأجواء تركيا منذ سنوات بعيدة وقد حظي بإقامة علاقات مميزة مع عائلات تركية تقيم في مدن متعددة، مؤكداً كرم الشعب وحسن ضيافته مع من عرفه من الدول الأخرى.

    _________________
    وما من كــاتب إلا سيفنى ... ويبقى الدهر ما كتبت يداه
    فلا تكتب بكفك غير شىء ... يسرك يوم القيامه ان تراه

      الوقت/التاريخ الآن هو الأحد مايو 19, 2024 3:01 am